الأحد، 12 يناير 2014


         التفكير الابتكارى:        


مفهوم التفكير الابتكارى:
يعد التفكير الابتكارى نشاط عقلي مركب وهادف توجهه رغبة قوية في البحث عن حلول أو التوصل إلى نواتج أصلية لم تكن معروفة مسبقا ، ويتميز التفكير الابتكارى بالشمولية والتعقيد لأنه ينطوي على عناصر معرفية وانفعالية وأخلاقية متداخلة تشكل حالة ذهنية فريدة (فتحي جروان ،1999 ،82) .
والتفكير الابتكارى يعنى التجديد والإبداع والتطوير المستمر الذي ينتج عنه عملية التفكير الابتكارى ،التي تركز على نوعين أساسيين من القدرات هما : (محمود الجمال ،1996 ،1-16).
أ‌-  قدرات معرفية، وتتضمن الطلاقة المرونة الأصالة الحساسية للمشكلات .
ب‌- قدرات وجدانية، وتتضمن حب المغامرة حب الاستطلاع التخيل تحدى الصعب.
فالقدرات المعرفية هي :
-1 الطلاقة :وتعنى القدرة على استدعاء أكبر عدد ممكن من الاستجابات المناسبة تجاه مشكلة ما وذلك فى فترة زمنية محددة ، وهى في جوهرها عملية تذكر واستدعاء اختيارية لمعلومات أو خبرات أو مفاهيم سبق تعلمها ، وقد تم التوصل إلى عدة أنواع للطلاقة(احمد عبادة ،2001 ،17-25 )هي : الطلاقة اللفظية( طلاقة الكلمات ) ،والطلاقة الارتباطية، والطلاقة الشكلية ،و الطلاقة الفكرية،و الطلاقة التعبيرية .
-2 المرونة : وهى القدرة على توليد أفكار متنوعة ليست من نوع الأفكار المتوقعة عادة ، وتوجيه أو تحويل مسار التفكير مع تغير المثير أو متطلبات الموقف ، ويعنى هذا أن المرونة شكلان:
مرونة تلقائية وتعنى القدرة على إنتاج استجابات مناسبة لمشكلة أو موقف مثير تتسم بالتنوع أو اللانمطية، و المرونة التكيفية وتعنى القدرة على تغيير الوضع بغرض توليد حلول جديدة ومتنوعة للمثيرات.
-3 الأصالة : وتعنى القدرة على إنتاج استجابات أصلية أى قليلة التكرار داخل الجماعة التي ينتمي إليها الفرد ،ويعنى هذا أنه كلما قلت درجة شيوع الفكرة زادت درجة أصالتها ،وتتميز هذه الاستجابات أيضا بالجدة والطرافة والقبول الاجتماعي .
-4 الحساسية للمشكلات: يقصد بها الوعي بوجود مشكلات أو حاجات أو عناصر ضعف فى الموقف ، ويعنى ذلك أن بعض الأفراد أسرع من غيرهم في ملاحظة المشكلة والتحقق من وجودها ، و تمثل عملية اكتشاف المشكلة الخطوة الأولى فى عملية البحث عن حل لها ، ومن ثم إضافة معرفة جديدة أو إدخال تحسينات وتعديلات على معارف موجودة ، ويرتبط بهذه القدرة ملاحظة الأشياء غير العادية أو إعادة توظيفها واستخدامها وإثارة تساؤلات حولها.
-5 التوسع : وتعنى القدرة على إضافة تفصيلات جديدة ومتنوعة لفكرة أو حل لمشكلة من شأنها أن تساعد على تطويرها، وتتمثل بمدى الخبرة والمعرفة القائمة إلى مجالات أوسع ،وتطوير وتحسين ما هو قائم ،بحيث يصبح أكثر كفاءة وفاعلية أو يؤدى أعمالا جديدة لم يكن يؤديها من قبل ، ويعتبر التوسع شكلا من أشكال التفكير الابتكارى السهلة التي يكون باستطاعة التلاميذ إنجازها إذا تم تشجيعهم .( خليل يوسف، عبد اللطيف حيدر،( 1996 ، 189 -199)
وقد اقترح "تورانس" (Torrance ,1977) ثلاث خصائص يعتقد أنها أساسية في الأنشطة الإبداعية وأنشطة حل المشكلة من أجل حفز وتنشيط عمليات التعلم الإبداعي ،وهذه الخصائص هي :
-1 عدم الاكتمال والانفتاح :وتعتبر الأنشطة التي تتضمن عمليات التعلم الإبداعي وحل المشكلة في رأى" تورانس" من أهم الخصائص الأساسية ،فهي تثير الدافع إلى التعلم والتحصيل ، فاكتشاف العناصر الناقصة من العمل من أهم العوامل التي تثير الدافع إلى التعلم . ويقدم "تورانس" مجموعة من المقترحات تتعلق باستخدام مبدأ عدم الاكتمال لدفع الطلاب إلى عملية التعلم مثل: جعل المألوف غريباً من خلال عمليات المماثلة وأن يستخدم المعلم الأسئلة أو الموضوعات مفتوحة النهاية ، وغيرها من الأساليب .
-2 إنتاج شيء ما  واستخدامه : ويذكر "تورانس" أن إحدى الطرق المفضلة لديه لمزج عملية التعلم بالتفكير الابتكارى وحل المشكلات هي جعل المتعلم ينتج شيئاً ما بنفسه مثل: قصة أو جهاز و أن يفعل شيئاً مع ما أنتجه (أي يستخدمه) .ويرى أن ثمة ثلاث طرائق لذلك،وهى أن يعمل المتعلم وزملاؤه على إنتاج الأفكار ، وان يفكر بطريقته الخاصة في موضوعه ،وان يتم تشجيعه على فعل شئ بواسطة ما أنتجه ، ويكون هذا الناتج نقطة انطلاق إلى حل مشكلة معينة .
-3 استخدام أسئلة الطالب :تتمثل رغبة المتعلم في المعرفة في عدد الأسئلة التي يطرحها ونوعها ، لذلك على المعلم أن يشجع طلابه على أن يسألوا بحرية واستمتاع ، ويجب عليه أن يتقبل أسئلة الطالب التي لا يستطيع الإجابة عليها ،وان يعتبرها شيئاً عادياً بل ومرغوباً فيه ، وان يساعدهم على اكتساب المهارات اللازمة للإجابة عن هذه الأسئلة بأنفسهم .
وتشير الأدبيات التربوية إلى انه للعمل على تنمية التفكير الابتكارى لدى الطلاب ،يجب إتباع طرق تدريسية تنمى القدرة على التحليل والتركيب والتطبيق والنقد ،والتحديد والتعميم، والتمييز والاستدلال ،والاستنتاج والتصور ،والتخيل وتكوين الآراء، وعليه فإن توظيف إستراتيجية حل المشكلات يساعد على تنمية التفكير الابتكارى، ومن الأساليب التربوية لتنمية التفكير الابتكارى :( إبراهيم يوسف ،1991):
الطريقة الكشفية: وتعتبر إحدى الوسائل الفعالة في تنمية القدرات الابتكارية لما تنطوي عليه من نشاط وجدية ولذة فكرية. و العصف الذهني وهو نوع من التفكير الجماعي يهدف إلى تعدد الأفكار وتنوعها للتوصل إلى حلول للمشكلات ،ويستخدم في ذلك الخيال والتخمين وعمل التنبؤات . والتقويم الذي يؤكد على القدرات الابتكارية ويتمثل في استخدام الأسئلة مفتوحة النهاية ، والمقترحات التي يطلب البرهنة على صحتها.
كما يوجد عدة مئات من الأساليب التي ظهرت في كثير من الأدبيات التربوية وهى تشبه الأدوات، فهناك أدوات مختلفة لكل جزء من العملية الابتكارية ،فعلى سبيل المثال هناك أساليب لتحديد المشكلة ،وأساليب للمتشابهات، وأساليب للتقويم ،وغيرها ،ومن هذه الأساليب التي حددها (Harris ,1998)
ويتميز الحاسوب بإمكانات تربوية فريدة ، أولها قدرته على إثارة الدافع لدى المتعلم والاستحواذ على انتباهه ، وثانيا قدرة الحاسوب على مساعدة المتعلم على أن يتفاعل مع مادة التعلم ، فالحاسوب يثير في المتعلم قدراته المعرفية من خلال شغله بنشاطات فكرية ذات مستوى عال داخل موضوع التعلم لكي يصل إلى الإجابات التي يطلبها البرنامج ، وأيضا يتمتع الحاسوب بقدرته على توجيه الأسئلة وتقديم المعلومات وبالإضافة إلى قدرته على استقبال أسئلة المتعلم ويجيب عليها .
وتهتم برامج الحاسوب التعليمية بنوعين من الأنشطة لتنمية التفكير لدى الطلاب وهما (الغريب زاهر ، 2001 ،64-65) :
-       ممارسة مهارات التفكير التي تساعد المتعلمين على تنمية التفكير الابتكارى لديهم .
-       تقديم أنشطة لإثارة وتحدى تفكير الطلاب.
وتعمل تلك البرامج على تنمية التفكير لدى الطلاب بعدة أشكال من بينها :
-   إضافة النصوص والصور ولقطات الفيديو والمؤثرات الصوتية والحركة ،مما يعمل على إكساب العملية التعليمية السمة الواقعية بحيث يصبح النشاط التفكيري للطالب أكثر جدية.
-       تزويد الطالب بقاعدة معلوماتية متنوعة تساعده وتيسر له عملية التفكير.
-       تحفيز الطلاب على ممارسة عملية الابتكار والخلق المعلوماتي.
-      عرض مشاكل متنوعة على الطلاب مع دعم البرامج بالأنشطة المساعدة في وصول الطلاب لحل المشكلات .
وفى برامج الوسائط الفائقة نجد ظهوراً واضحاً لمهارات التفكير الابتكارى ، حيث تستخدم عدداً من مهارات حل المشكلة واتخاذ القرارات ، وذلك من خلال اتخاذ قرار أي الموضوعات يدرسها الطالب ، وأي لقطات فيديو يشاهدها ، وتسمى هذه المهارات بمهارات التفكير المركبة والتى تركز على مهارات البحث والتنظيم والإبحار.
ويؤكد (Meador , 1997,21) على أن برامج الوسائط الفائقة تتضمن العمليات الابتكارية (المرونة ، الأصالة ، الطلاقة ، التوسع ) ، مما يؤكد على أهمية هذه البرامج في العملية التعليمية.
وقد تعددت الدراسات التي استخدمت برامج الحاسوب فى تنمية التفكير الابتكارى مثل، دراسة نجوى نور الدين (2002) ، ودراسة زبيدة قرني (2001) ودراسة (Murphy ,1986) ،ودراسة (Howard J ,1998) ،والتي توصلت جميعاً إلى فاعلية استخدام برامج الحاسوب في تنمية التفكير الابتكارى للطلاب
صعوبات تنمية التفكير الابتكارى :
توجد صعوبات كثيرة ومتنوعة تقف في طريق تنمية مهارات التفكير الابتكارى ،وقد صنف (Isaksen & treffinge ,1985)  هذه الصعوبات في مجموعتين هما :
أولا : الصعوبات الشخصية : وتتمثل في: ضعف الثقة بالنفس ،و الميل للمجاراة : وتعنى النزعة للامتثال إلى المعايير السائدة ،،و الحماس المفرط.
ثانيا : الصعوبات الظرفية: ويقصد بها العقبات المتصلة بالموقف ذاته أو بالجوانب الاجتماعية أو الثقافية السائدة، ومن أهم هذه العقبات :مقاومة التغير، و عدم التوازن بين الجد، وعدم التوازن بين التنافس والتعاون :
ومن معوقات التفكير الابتكارى أيضاً (محمد هلال ،1997 ،74-76): التكرار والاعتياد ،الخوف ، الأحكام المسبقة على الطرائق الجديدة واعتبارها ضارة، الجمود والتكاسل،القصور وعدم القدرة على إظهار الفكرة.








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق